١٤ جمادى الآخرة ١٤٣٠ هـ

ثقافـــــة الـــــذل !


الذل عند العرب ثقافه وتراث سياسي طويل عانى منه الشعراء والمثقفين والوزراء على حد سواء.
(مساكين هؤلاء الشعراء) يقول مارون عبود فلا يغرك ما يرد في كتب الادب عن الحفاوة بهم وتعظيمهم فقد كان الشاعر يقف بباب الامير الشهر والشهرين والعام والعامين ولا تطأ رجله البساط ليقبل الارض بين يدي صاحب السرير حتى يقوم بأنشاد قصيده سداها الكذب ولحمتها التملق.

لكن أعلان العبوديه امر مقبول في تراثنا الفكري فهانحن نرى الناس في التلفزيون يتزاحمون لتقبيل ايدي وانوف وأكتاف الامراء والملوك والأكابر وفي بعض البلدان العربيه تقبيل الاقدام ايضآ.
وكلنا يذكر منظر الجندي العراقي الذي قبل يد الجندي الامريكي في الحقيقه لم يفعل سوى ان طبق التعبير الشائع عندنا (ابوس ايدك ..ابوس رجلك)فهذا التراث جعل هذا الامر مستساغا لأن المذله كفيله بأنقاذ رقبة المواطن من السيف في عقلية(يا سيّاف) التي حكمت وجدان الامه عهودآ طويله.

لم نعلم ابناءنا حرمة الجسد الأنساني وأن للمواطن كرامه لأن ثقافتنا السياسيه لا تملك تصورآ من هذا النوع بل تعود الناس على حني الرقاب مع انه يجب ان يكون للمواطن حق الوقوف بكرامه في اي مكان ..فأذا تجولت في الوطن العربي الكبير سترى تراتبية الذل :الكبير يذل الضعيف والموظف العام يستبيح حقوق المواطن العادي وحسب هذه التراتبيه فأن المواطن يتوقع الاذلال فأذا اكرمته تمرد ليس لأنه لئيم كما قال الشاعر(وأن انت اكرمت اللئيم تمردا).

أذا كنا نصبوا الى الرقي ونحلم بالنهضه فأن التحرر من تراث الذل هو الاولى لأن من سمات العربي العزه والاباء ولكن المبالغه في التفاخر بها على كل الاجناس دليل تعميه على افتقادنا اليها .. وتأملوا حال الامه العربيه الان!!

أذا اذل المواطنين بعضهم .. والحاكم اذل الجميع.. فلا يمكن ان نتوقع احترام العالم لنا .. فصورة العربي عند الاخرين لص وقاطع طريق وفي هذه الايام ارهابي اجير او ارهابي متطرف ومن ذا الذي سيحترم حكامنا اذا كانوا يحكمون شعوبآ من اللصوص والارهابيين وقطاع الطرق.

ان التحرر الثقافي شرط لتحرير الشعوب فهو الذي ينجب رجال دوله فاعلين قادرين على النقد والتفكير

وأن الحريه لا تقوم الا بأناس احرار

هناك تعليقان (٢):

  1. وهل انت مستعد لدفع ثمن هذه الغريبه "الحريه"؟؟؟

    انهم غير موجودون اؤلئك المستعدون لدفع الثمن

    الحريه ليست بدون ثمن

    هل انت مستعد لتدفع الثمن الغالي
    ليعيش غيرك هذه الحريه؟؟؟؟

    ردحذف
  2. عزيزتي ساره
    اعتقد بأننا لسنا في زمن البطل الواحد المنقذ (الشخصية الإسطورية)

    في ضل إنتشار العبودية الاشعورية لدى اغلب الناس يجب أولاً أن تكون الحرية هي المطلب الأول للناس

    لاشك عندي أن الحرية تنتزع ولا تعطى

    ولكن الخلاف في طريقة إنتزاعها. والطريقة التي آرها هي توعيت الناس أولا بثمرتها الجميلة. فإذا امن الناس بها عشقوها ثم تستقر في نفوسهم فيتحدثون عنها حتى تشغل عقولهم وقلوبهم بعدها تلقائياً يتحمسون لها فيصبحون كالسيل الجارف لا يقف امام مطالبهم احد من المستبدين

    فصوت الأحرار اره قادم عاجلاً غير اجل

    تحياتي لك

    ردحذف