٢٦ جمادى الآخرة ١٤٣٠ هـ

الدليل على إباحة الأغاني في الشريعة الإسلامية











هناك ١٢ تعليقًا:

  1. محمد عبد الله البشري:باحث في علم الحديث٥ رجب ١٤٣٠ هـ في ١١:١٧ م

    السلام عليكم ومرحبا بك يا بو زياد, لي تعقيب بسيط على المدعو محمد المالكي بشأن الغناء والمعازف ألخصها في نقاط كالتالي:-
    النقطة الأولى وهي تتعلق بحجية أقوال الصحابة: حيث ردّ هذا القول لأن ابن عباس وابن مسعود فسرا آية اللهو بالغناء ولأن ذلك يعارض رأيه في إباحة الغناء والمعازف قام بالإدعاء بأن أقوال الصحابة ليست بحجة, وهذا والله من الجهل العميق والفهم الخاطئ لأقوال الصحابة لأن الآية أصلاً تتحدث عن الغناء المحرم المستخدم في اللهو الملهي عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام والدليل قوله سبحانه في الآية: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)وهذا برهان ساطع على كفره لأنه أتخذ كل وسيلة للهو للاستهزاء بالله وإضلال الناس عن الحقّ والنور, ولذلك نجد أن أي من الصحابة لم يعترض على قول ابن عباس وابن مسعود, ولـذا نجد أنه يوجد غناء محرّم وغناء مباح سواءٌ صاحبته آلات المعازف أم لا, كما يوجد كلام محرم كالغيبة والنميمة وكلام مباح.
    وأقوال الصحابة حجّة علمية ظاهرة الوضوح عند جماهير العلماء وفقهاء المسلمين وبالأخص ما أجمعوا عليه وليس كما يدعيه هذا الرجل من عدم حجية أقوالهم خصوصاً أنهم تعلموا من المعلم الأول وهو الرسول عليه الصلاة والسلام ودعا لابن عباس بالفقه في الدين وعلم التأويل, ويكفينا قول ابن مسعود بأنه يعلم كل آية نزلت في القران وسببها ومتى نزلت كما ورد في الصحيح, فهل هذان الصحابيان العظيمان أعلم أم هذا الرجل الذي لم يتبحرّ بالعلوم الشرعية بشكلً دقيق.
    وثانياً كذبه على الظاهرية بقوله أنهم لا يعتبرون للصحابة حجة في الأقوال وهذا تدليس وكذب وإنما حينما يختلف الصحابة يبقى لا حجة لأحد دون قول الله وقول رسوله. وهذا هو الصحيح المعتبر, ويرجى مراجعة كتاب المحلّى للعلامة الكبير لابن حزم.

    النقطة الثانية: بشأن تفسيق بعض المشائخ لمن يستمع الغناء أو الموسيقى فهو جهلٌ في أمور الدين وخطأ لفظي.

    النقطة الثالثة: تضعيفه لحديث صحيح في صحيح البخاري بناءً على أنه معلّق مع أن الإمام البخاري ذكره كاملاً بالسند وليس كغيره من الأحاديث القليلة جداً التي ذكرها بدون سند, ولكن هذه مصيبة من لم يفهم علم الحديث وعلله.
    فالحديث المذكور ذكره البخاري لأنه لم يستمع للحديث من شيخه وإنما جاء بها بصيغة قال بديلاً عن حرف الجرّ (عن أو حدثنا)خصوصاً إذا علمنا أن الحديث ورد موصولاً في مصنفات ومسانيد بطرقٍ أخرى صحيحة وحسنة.
    أما بالنسبة لقوله بأن ما جاء في الحديث إنما هو خبر عن واقعه فصحيح لأن الحديث خلط بين أفعال حرام وأفعال حلال وهو علامة من علامات النبوة.

    النقطة الرابعة: بخصوص نذر المرأة التي ضربت الدف أو الطبل أمام رسول الله وهو عائد من غزوة حيث اعتبر التقرب بآلات المعازف إلى الله من العبادات وهذا غلط فاحش لا أحد من الأمة الإسلامية يوافقه على ذلك وإلا أصبحنا كالصوفية نتراقص في المساجد وفي البيوت على مزامير اللهو عبادةً لله نسأل الله العافية.
    فالنذر في الحديث من المرأة هو تبيان عن سعادتها بقدوم الرسول عليه الصلاة والسلام ولكنه قاس عليه أموراً أخرى تتعلق بعبادات المسلمين وهي أصلاً بدع وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان.
    أما كالأناشيد والشعر في المسجد فليس فيه شيء كما وردت به الأحاديث الصحيحة ولك أن تتخيل فرقة غنائية بآلاتها تعزف في بيت من بيوت الله تقرباً إلى الله أو بأي وسيلةٍ كانت فأين نحن من قول الله سبحانه: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) فهل الموسيقى من الإيمان بالله خصوصاً إذا صاحبها غناء, ما يقول هذا القول رجلٌ تفقـّه ونشأ على عقيدة أهل السنة والجماعة, ومعلوم بأن العبادات توقيفية كما ورد بها النصّ.

    النقطة الخامسة: هذا الرجل لا يستطيع مواجهة أي شخص متبحّر في العلم بعد أن بحثت حوله وهو لا يتقبل الآراء الأخرى ولا يرى إلا رأيه فقط فالحمد لله الذي علمنا ما لم نعلم وحديثه عن الشيخ المحدث العلامة الجديع بشأن كتابه(الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام) حيث لم يوضح رأيه فيه إذا علمنا بأن الجديع لم يضعف حديث البخاري ولم يقل بأن الصحابة ليسوا بحجة ولم يقل بأن الموسيقى في المسجد تجوز حتى وإن كانت عبادة بل فرّق بين الغناء الحرام والغناء المباح وكذلك المعازف ولكن الجاهلين لا يفقهون من العلم شيئاً حتى وإن كانوا أصحاب ماجستير أو دكتوراه؟؟!!!!
    أسأله سبحانه أن يهديناوإياه لطريق الصواب ويعلمه حسن الفقه في دين الله.

    ردحذف
  2. اهلا وسهلاً اخي محمد اسعدني كثيراً تعليقك وحرصك على توضيح الأمر وتقبل الطرف الآخر لا شك أن الصحابة هم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل عليهم السلام. تعلمنا منهم بأنه لا أحد معصوم من البشر غير محمد عليه الصلاة والسلام. وتعلمنا منهم كيف يتقبلون الرأي والنقاش مع أحاد الناس ولا يحتقرون أحد لجهله بل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع لكلام إمرة من احاد الناس عارضة قولة فقبل منها الحق وقال (اخطاء عمر وأصابة إمره).

    لا كما يحدث الأن وللأسف الشديد وكأننا نقدس الأشخاص وهذا معلوم في واقعنا الحالي لا أحد يستطيع مناقشة شيخ.

    الأمر الأخر اجد انك تتفق مع كلام الرجل بأن هناك غنى بالموسيقى مباح وغناء محرم. فهو ذكر ذلك فأرى أن هنا نقطة إتفاق وهذا جيد جداً. لأن المعلوم الأن لدى عامة الناس أن أي غنى مصحوب بالموسيقى حرام ومن يستمع إليه لا شك عندهم أنه في نار جهنم. بل وحددو العذاب بأن يصب في أذنيه النار.

    هذا أمر أم قولك بأنه يرى الموسيقى عبادة والعياذ بالله فلا اضن هذا كلامة أو قصدة بأن يدخل في دين الله ما ليس فيه. بال إن الرجل كلامة يوضح أن هذا الأمر من المباحات. أي إن إستمع الشخص للغنى أو لم يستمع لا يترتب على ذلك اجر ولا ذنب. ولكن من عظمة هذا الدين بأن المباحات تتحول إلى عبادات إذا قصد بذلك أمر يتعبد الله به. كأن يهدي شخص لرجل غير مسلم هدية (فعمله هذا مباح) لكن إذا قصد أن يحببه في دين الإسلام ويساعدة للدخول في هذا الدين العظيم أصبح عمله عبادة يأجر عليها أو كما قال عليه الصلاة والسلام (ولأن تلقى أخاك بوجه طلق) فالأعمال بالنيات. أو ان يأكل الطعام أو ينام ليتقوى به على عبادة الله من صلاة وقيام الليل مثلاُ .

    اما خلافك معه على قوله (أن قول الصحابي ليس بحجة) فهذه حسب ما اعلم بأن فيها خلاف بين العلماء وكما ذكر هو في كلامة. والشافعي يقول بهذا القول، ولله وأعلم.

    وهنا اطرح مسألة نقاش معك ومع المهتمين بعلم الحديث او من يسعى للحقيقة. نحن لدينا إعتقاد بأن اصح الكتب بعد القران العظيم هما صحيحي البخاري ومسلم، ولكن سؤالي هنا ماذا لو خالفت احاديث البخاري او مسلم نص القرأن؟ مثل احاديث رجم الزاني المحصن حتى الموت. علماً أن بعض ألفاض الحديث اخجل بصراحة أنسبها لرسول عليه الصلاة والسلام صاحب الخلق العظيم بشهادة خالق الخلق.

    أنا شخصياً عندي إعتقاد بأن التراث الإسلامي يجب أن يعاااد بحثه من جديد وتراجع جميع الأحاديث التي تخالف القران ويأخذ بعين الإعتبار مقاصد الشريعة العظيمة والحكمة من تحريم بعض الأمور. وينظر في المصلحة وليس الرواية فقط بل الدراية والمقصد من ذلك. فدين الله وشريعته صالحة لكل الأجيال والقران العظيم يبهرنا بأعجازة في عصرنا الحاضر فهو تحدي لكل العصور كما هو واضح في الإعجاز العلمي الحديث والإعجاز الرقمي التي لم يكن يعرف معناها وتفسيرها السابقون من جيل الصحابة والتابعين رضي الله عنهم اجمعين.

    أرى أنه لا بد أن يفتح بأب الإجتهاد في كل امور الدين التي لم يوجد بها نص صريح من القرآن والسنة الصحيحة التي لا تخالف القران ويوضح من جديد المسلمات التي لا ينبغي للمسلم الخوض فيها اما ما سواها فمن المطلوب في وقتنا الحاضر أن يجتهد فيه العلماء والمتخصصون في نقاش حر مفتوح لتحقيق التجديد الإسلامي لكي يتحدى فعلاً بقوته العالم في عصر العلم والمعرفة والتكنولوجيا. فقد تحدث عن عظمة هذا الباب أي الإجتها إبن تيمية رحمة الله واسهب في ذلك.

    إنني بكل صراحة اخجل كل رمضان إذا رأيت الأمه الإسلامية ما زالوا مختلفين في وقت الصيام ولا يزال اعتمادهم على الروية بالعين المجردة في عصر علم الفلك، وأن كلً يجري بقدر ( بالله عليك كيف ينظر إلينا غير المسلمين؟) وكيف نقنعهم بهذا الدين العظيم. أشهد الله أن هذا الدين بري منه.

    أسف على الإطالة والإسهاب
    لك مني كل التحية والتقدير ونفع الله بعلمك

    ردحذف
  3. مرحبا بك أخي العزيز أبو زياد وأشكر لك على ما أبديته من سطور على تعقيبي المذكور.
    وزيادةً في التوضيح حول حجّية الصحابة, فمثلاً حينما يفتي صحابي بفتوى بسندٍ صحيح ولم نجد له معارض من الصحابة الآخرين أو نصّ من كتاب الله وسنة رسوله يعتبر حينها قوله حجّة قوية ولكن كلمة حجّة لا تعني الوجوب إلا في حالات وعموماً إذا ورد عن الصحابي قوله: من السنة كذا أو كنّا نؤمر بكذا, فهو دليل على أنه مرفوع للنبي عليه الصلاة والسلام لأن صاحب السنة والأمر هو النبي عليه السلام, مع ملاحظة أنه إذا اختلف الصحابة في مسألة فقهية فحينها لا حجّة لأحدٍ دون الله ورسوله والعبرة بالدليل الصحيح, إلا إذا كان جمهورهم متفقون ما عدا واحد أو اثنين فلا يمكن أن نعترض أو لا نخالف أقوالهم مما يسبب حرج وإشكال فقهي, ولأعطي مثالاً على ذلك مسألة وضع اليدين على الرُكَب في الركوع في الصلوات حيث ورد بسند صحيح في صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود بالتطبيق أي وضع اليدين بين الفخذين بينما بقية الصحابة يثبتون أن هذا منسوخ بوضع اليدين على الركب وهو الأليق بالصلاة.
    أيضاً مسألة لحوم الأضاحي حينما منع النبي عليه الصلاة والسلام أن تخزّن أكثر من ثلاثة أيام ثم تمّ نسخ هذا الأمر ولم يعلم به أحد الصحابة ولا أذكر اسم الصحابي ولكن حينما رجع من غزوة وجد أهله قدموا له لحم من أضحيته التي لها فترة فلم يأكل منه وأخبرته زوجته بأن الأمر تغيّر فذهب صباحاً للرسول وتأكد.
    النقطة المهمة الثانية: حول قولك ((نحن لدينا اعتقاد بأن اصح الكتب بعد القران العظيم هما صحيحي البخاري ومسلم، ولكن سؤالي هنا ماذا لو خالفت أحاديث البخاري أو مسلم نص القران؟ مثل أحاديث رجم الزاني المحصن حتى الموت. علماً أن بعض ألفاض الحديث اخجل بصراحة أنسبها لرسول عليه الصلاة والسلام صاحب الخلق العظيم بشهادة خالق الخلق)).
    وجواباً على تساؤلك لماذا وضع الفقهاء المعتبرون أصول الفقه التي تختر التعارض وتؤصل المسائل الشرعية, فلدينا نصّ عام ونصّ خاص ومطلق ومقيّد وعام ومستثنى ونصّ ناسخ ونصّ منسوخ وهكذا, فالقران الكريم جاءت أغلب آياته تتحدث بشكلٍ مجمل ثم جاءت السنة بالتفصيل والتوضيح. فالرجم أنت تقول يا عزيزي بأنه غير موجود في القران والموجود هو الجلد للزاني والزانية فقط, ولكي أوضح بشأن تساؤلك؟!
    ورد بسند صحيح لا غبار فيه عن عمر ابن الخطاب في صحيح البخاري ومسلم وبقية كتب الحديث بقوله: لقد خشيت أن يطول بالناس الزمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى (وقد أحصن) إذا قامت البينة أو كان الحمل , أو الاعتراف ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده, وقال رضي الله عنه أيضا : ألا وإنّ أناسًا يقولون ما الرجم في كتاب الله وإنما فيه الجلد! وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده. "أخرجه الترمذي والنسائي بسند صحيح".
    فالآية تتحدث عن الزناة الغير متزوجين والسنة تتحدث عن الزناة المتزوجين فكان الرجم في حقهم حـدّاً من حدود الله. ولكن السؤال هنا هل هكذا نطبّق حدّ الرجم في الزناة المتزوجين من دون قيود أو شروط.
    الصحيح المعتبر أن يعترف الزاني أو الزانية المتزوجة فإن لم يعترف فلا حدّ عليه وحينها فلا رجم, والدليل من صحيح البخاري ومسلم حول اعتراف الصحابي ماعز إذ يقول: طهرني يا رسول الله لقد زنيت فأعرض عنه وقال ويحك استغفر الله وتـُب ثم جاء مرة ثانية حتى أربع مرات فقال الرسول: لعلك مسست أو قبّلت أو فخـّذت فرد الصحابي بل زنيت فقال عندئذٍ للصحابة هل به جنون, فقالوا ليس مجنوناً, فقال عليه الصلاة والسلام هل شرب مسكراً فشمّوه فقالوا لا, وفي رواية أخرى سأله الرسول أتدري ما الزنا؟ قال : نعم أن يأتي الرجل امرأة في الحرام كما يأتيها زوجها في الحلال. فأمر به فرجم.
    نستخلص من هذا الحديث الصحيح والذي نقله لنا الحفاظ وليس الثقات فحسب بأن الزاني لا يرجم إذا لم يعترف أو بمعنى أنكر فيعاقب عقوبة الخلوة الغير شرعية, ومما يدل أيضاً على الإعتراف قصة الأجير عند أحد الصحابة في الصحيحين الذي زنا بامرأة جار الصحابي حيث جاء زوجها والصحابي مؤكدين الواقعة فأمر عليه الصلاة والسلام بالأجير الغير متزوج بالجلد ثم أمر بالذهاب للزوجة الخائنة وقال إذا اعترفت فارجموها, وقصة الغامدية التي اعترفت ثم أخرها حتى تلد لعلها لا ترجع ثم تركها حتى أرضعت طفلها سنتين ولكنها أصرّت على التطهير حتى قال رسول الله من يكفل صغيرها فتكفل به أحد الصحابة فرجمت.
    فكل هذه الأحاديث تدل على سماحة الإسلام وأنه لابد من درء الحدود قبل أن تصل للقضاء أو بالستر على المسلمين لعل الله يتوب عليهم ويعفوا عنهم وتصلح حالهم بعد التوبة.
    تابع...

    ردحذف
  4. فالرجم موجود في شريعة اليهود في كتاب التوراة وكذلك الإنجيل ثم جاءت السنة لتؤكد ذلك ولا يستطيع أن ينكر ذلك إلا معاند وجاحد لدين الله ولـذا نجدهم قاموا بتحريف كتب ربّ العالمين لتوافق أهواءهم نسأل الله العافية, فلا حاجة للخجل أو المداهنة بل نوضح ونبين للناس مدى حرص الشريعة الإسلامية على حماية النسل والنفس والمال والدين والعقل بأساليب علمية دقيقة, وازيدك معلومة إذا لم يعترف مرتكب الزنى المتزوج وكان هناك شهود لابد أن يكونوا أربعةبل ويتأكدون تأكيداً تاماً بأنهم رأوا الميلة في المكحلة وإلا لن يكون هناك رجم بل سوف يقام عليهم حدّ القذف.
    أما عن التراث الفقهي والحديثي ففعلا نحتاج للتجديد كما قال رسول الله في الحديث الصحيح: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها.
    أما بشأن إختلاف الأمة الإسلامية فهذه سنّة الله في خلقه وليس في البشر فقط, يقول تعالى: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)حتى الصحابة اختلفوا والكل يتمنى أن يكون الإختلاف مقتصراً على الفروع وليس على أصول الإسلام ولكن سبحان الله حتى البشر بأبدانهم مختلفين وبألوانهم وألسنتهم وعقولهم وهكذا.
    فالله أعزنا بالإسلام فإذا ابتغينا غيره أذلنا الله كما قال عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين.
    في الحقيقة مثل هذه الأمور تحتاج تفصيل أكثر إلا أنني أتمنى إني أفدتك وأدعو لك بالتوفيق والسداد.واعتذر عن الإطالة

    ردحذف
  5. عزيزي الكريم محمد حقيقة أشكر لك توضيحك والرد على سؤالي، وإعطاءنا من وقتك بالمشاركة وإثراء المدونة بالمعرفة والعلم. بلا شك ان النقاش مع من يتسع صدرة لسماع وجهة النظر الآخرى مفيد للجميع. عكس الجدال الذي لا فائدة منه.

    وإسمح لي ألخص ما فهمت من كلامك بخصوص (هل قول الصحابي حجة ام لا) لتعم الفائدة أكثر، تقول:

    1. إن قول الصحابي حجة يحتج بها إذا لم يوجد له من يخالفه من الصحابة أو نص من الكتاب او السنة.
    2. إذا اختلف الصحابة في ما بينهم في مسألة ما، فلا حجة لقول احد منهم بل يكون المرجع الفاصل الكتاب والسنة ( العبرة بالدليل الصحيح)
    3. إذا كان جمهور الصحابة متفقون على مسألة ما، ما عدى شخص أو شخصين. فنأخذ بقول الجمهور إلا أننا لا نستطيع أن نغفل قول من خالفهم، فلا حرج على أحد إذا أخذ بقول المخالفين منهم.

    إذا كان ما لخصته صحيح. فالدي هنا عدة اسئلة أطرحها عليك أتمنى الإجابة عليها:

    1. هل وجد من خالف ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم في تفسير آية لهو الحديث أنها الغنى؟ وإذا لم يوجد من خالفهم فمن أين إستدليت على أن هناك غنى مباح؟
    2. ما مدى إنتشار هذا التفسير بين الصحابة؟ وهل كان وقتها كبار الصحابة أحياء ام أموات؟ فيتعذر مخالفتهم لهذا التفسير
    3. كيف يعرف طالب العلم بأن قول احد الصحابة قد بلغ جميع الصحابة وشاع بينهم؟ لنتبين عدم وجود خلاف؟
    4. إذا وجد الخلاف في مسألة ما بين الصحابة تقول أن المرجع الكتاب والسنة والعبرة بالدليل الصحيح أليس هم أنفسهم المختلفون من ينقل السنة فكيف تكون مرجع مع القرآن؟

    ....

    ردحذف
  6. اما بخصوص رجم الزاني المحصن كلامك واضح من ناحية التأكيد على صحة نقل الأحاديث والروايات التي جاءت بهذا الخصوص. ولكن الإشكال والشك لدي ليس في السند إنما في القصد والحكمة من الرجم. فخالف الحكم فهمي لسماحة هذا الدين العظيم ولقراءتي لشمائل المصطفى عليه افضل الصلاة وسلام، صاحب الخلق العظيم. وليسة المسألة مكابرة او معانده اوجحود لدين الله والعياذ بالله وإنما عقل ومنطق فالدين لا يخالف العقل أبداً .

    فاصاحب الخلق العظيم الذي أمرنا بالإحسان في كل شي كما قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الله كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ, وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ, وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ, فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ.
    فكيف يتقبل العقل هذا التناقض فمن أوصانا بالرفق والإحسان عند ذبح الحيوان. فكيف يقر قتل الإنسان بأفضع وأبشع صورة حتى أن العقل السوي لا يتصورها (الموت بالرجم)

    الأمر الأخر في بعض الفاض الحديث الذي ذكرته في روايات أخرى كلمة خادشة للحيىء (سوقية) أستبعد تماماً أن تصدر من صاحب الخلق العظيم اللذي أتاه الله جوامع الكلم والبلاغة. والله وأعلم

    وفي رواية منسوبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه يقول لولا ان يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها أي رجم الزاني المحصن. فلا استطيع استوعب أن عمر رضي الله عنه يتجرى بهذا الكلام على القرآن المحفوظ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون(

    أما الآية التي وضحة الحكم فلم تفرق بين المحصن وغير المحصن. ولو أن هناك حكم خطير بالقتل لذكر ذلك في القرآن صراحة لعظمة حرمة دم الإنسان.

    ﴿الزّانِيَةُ وَالزّانِي فَاجْلِدُواْ كُلّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

    أشارة الأية بأن الرجم ( عذاب) عذابهما

    وفي سورة النساء

    ﴿فَإِذَآ أُحْصِنّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ﴾

    فسما الجلد أيضاً في الآية الآخرى بالعذاب. فيكف ينصف الموت إذا كان هو الحد.


    إذا كان الفعل برضى الطرفين ومع ذلك يكون مصير الزاني المحصن الموت فأين مجال التوبة المذكورة في كثير من آيات القرآن العظيم

    فهل يعترف الزاني المحصن لكي ينتحر بالرجم فيتوب الله عليه او يبقى على قيد الحياة ويتقبل الله توبته إذا كان صادق فيها بعد مشيئته سبحانة

    ومن ناحية منطقية يتعذر أن يعترف شخص بهذه الجريمة لكي يرجم. وأيضاً من الصعوبة بمكان أن يكون هناك أربعة شهود يرون الواقعه، إلا إذا كانوا يتجسسون على البيوت، فيكون قد دخلوا في المحذور فكيف تقبل شهادتهم!؟

    وإذا كان الستر في هذه المسألة هو والوجب والأولى فما الحكمة إذاً من هذا التشريع!؟

    وإذا كانت المرة حامل فهل الأفضل أن تعترف لتطهر نفسها بالإنتحار وتيتم طفلها بعد أن تفطمه. أم الواجب والأولى ان تربيه وترعاه وتتوب إلى الله من فعلتها فيقبل الله منها إذا شاء سبحانه الذي نادى عبادة بأن باب التوبة مفتوح.

    كما أن شكي زاد حينما أخبرتني بأن حد الرجم كان لدى اليهود والنصارى الذين حرفوا كتبهم

    وهذا ما كان لدي من تسألات وعلامات إستفهام بهذا الشأن. فإن أخطاءت فمن نفسي والشيطان وإن اصبت فمن الله وحده

    ....

    ردحذف
  7. اما مسألة أختلاف الأمة الإسلامية فلم أقصد الإختلاف بحد ذاته وإنما قصدت عجز العلماء وقلة المفكرين الإسلاميين المنظرين للدين المعاصر، فأنا مؤمن أنه بسعة ومرونة هذا الدين العظيم نستطيع أن نتحدى العالم بالإستفادة من كل وسائل العصر العلمية والتقنية، بل المفترض أن نكون نحن روادها ومخترعيها لنفيد ونستفيد

    فهذا هو الإسلام الذي أفهمه فقد كان المسلمون سادة العالم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن أمتدات لهذه الدعوة فالواجب أن نبقى كذلك.

    أعيد هنا وأكرر شكري الجزيل لك على ما قدمت وطرحت، والتكرم علينا بجزاء من وقتك، فالفائدة هي المرجوه إنشاء الله. ولك مني كل التحية والتقدير.

    ردحذف
  8. يا هلا وغلا فيك يا أبو زياد واعتذر عن التأخير بالرد لكثرة المشاغل والعمل.
    أولاً/ بخصوص ما سألته حول حجية الصحابة فأجيب بشكلٍ مختصر:
    1) لم يردنا أثر صحيح عن أيّ من الصحابة ممن خالف ابن عباس وابن مسعود وسؤالك حول كيفية معرفة أنه يوجد غناء مباح هو بالأدلة الموجودة في صحيحي البخاري ومسلم تثبت استماع الرسول عليه الصلاة والسلام للغناء في مناسبات وغير المناسبات, والصحابيان ابن مسعود وابن عباس يتحدثان عن الغناء المستهزئ بالله ورسوله وبأساليب عبادة الأوثان وذلك بدلالة الآية نفسها.لأنهم كانوا يستخدمون الغناء ليلهو به الناس عن دعوة الرسول لعبادة الله الواحد. (أرجو مراجعة كتاب الغناء والموسيقى في ميزان الإسلام للعلامة المحدث الجديع).
    2) انتشار هذه التفسير بتخصيص كلمة اللهو في الآية بالغناء لأنه كان هو الوسيلة الوحيدة آنذاك لرد وإلهاء الناس عن التوحيد لله فكل الصحابة كانوا أحياء قبل هجرة الرسول للمدينة فلم يعارضوا هذا التفسير الصحيح, ولا بعد وفاته علماً أن الآية تتحدث بشكلٍ عام في كلّ ما يلهي عن توحيد الله وعبادته وهذا ما نراه في زماننا من الاستخدام السيئ للتقنية.
    3) طالب العلم يجب عليه البحث والتحرّي والإدراك لكافة المرويات عن الصحابة الكرام ثم التابعين من تلاميذهم ليعرف مدارك الأمور ودراسة الأسانيد وياما يوجد أسانيد عن ابن عباس وهي مكذوبة عليه وأغلبها في التفسير وذلك فقط من أجل التقرب للدولة العباسية في ذلك العصر.
    4) إذا اختلف الصحابة فيما بينهم فهذا يثبت أنه يوجد دليلين متعارضين وأحدهما ناسخ للآخر فربما هذا الصحابي يرى عدم النسخ وربما لم يبلغه الدليل عن الرسول بسبب السرايا والغزوات وأشتغال الدنيا في طلب الرزق, كذلك ربما لا يوجدّ دليل من الكتاب والسنة فيجتهدون فيما بينهم للبحث عن الدليل, ولقد ضربت لك مثالاً في مقالي السابق أعلاه.

    ردحذف
  9. ثانياً/ بشأن الرجم وما تحدثت عنه خصوصاً عبارتك التي أعجبتني كثيراً وهي (وإنما عقل ومنطق فالدين لا يخالف العقل أبداً) , مجرد تساؤل مهم جداً لماذا نحن نصلي المغرب ثلاث ركعات ولا نجعلها أربعاً كالظهر والعشاء والعكس أيضاً, ولا ننسى لماذا نصوم شهراً كاملاً فالعقل والمنطق يستغرب ذلك.
    فكل ذلك أبواب تفتح للشيطان مداخل فكثيراً من العبادات والأحكام حكمتها عند الله علمها من علمها وجهلها من جهلها ولسنا في حاجة للبحث ونقول أن هذا يخالف العقل والمنطق, فالعقل والمنطق أن تؤمن بالله وتطيع أوامره بلا سؤال وجاءت الشريعة بالحفاظ على العقل من شرب المسكرات وغيرها لكي نعرف الصواب والخطأ والصحيح والسقيم ولكي نتأمل في مخلوقات الله في هذا الكون الفسيح فلا يوجد مصادمة لدين الإسلام للعقل, وأزيدك فهماً, فكثيراً من الناس يقيس الأمور بميزان عقله وربما يخالفك عليه آخر ليقول لك بل هذا الرجم أولى وأعظم حتى يتطهر من كل لذة شعر بها في جسمه.
    أما عن استدلالك بحديث أن الله كتب الإحسان في كل شيء, ففرق بين عقوبة كتبها الله سبحانه على المذنبين وبين القيام بعمل قربان وتضحية لله أو حتى مقابلة العدو في الحرب, ولا أنسى حيث لا يوجد بشاعة على حسب أقوال الملحدين من صلب المجرمين على الأعمدة وأرجلهم وأيديهم مقطوعة من خلاف.فأين الإحسان في ذلك!.
    أما بشأن اللفظة التي ترى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قالها للصحابي المرتكب للزنا فكانت من باب التأكد من فعل الزنا وهل كان هناك اتصال متلازم, علماً بأن مصدر الكلمة في القاموس المحيط ( النكـت ) بفتح النون وسكون الكاف. وتعني القيام بحفر الأرض باستخدام حديدة أو قضيب معدني.
    فالكلمة أصلية ليست سوقية أو عامية ولكننا نحن استخدمناها بطريقة قذرة وهي أصلاً عربية. فمثلاً كلمة النكاح لها عدة معاني ومنها الزواج ولكن إذا أراد الشخص التخصيص فيبحث عن كلمات أخرى للاستدلال والتأكيد, عموماً للحديث روايتان مختلفتان عن أحد رواة الحديث في السند وهو يعلى بن (لا أذكر اسمه الأخير) وهو الذي ذكر تلك اللفظة أما الراوي الآخر وهو خالد الحذّاء فذكر كلمة (أفعلت بها) بدلاً عن تلك! وهي الأصح في ظني لأن خالد أحفظ وأجود والله أعلم.

    ردحذف
  10. أما عن قول أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب فهو يتحدث من واقع وجود أشخاص أنكروا الرجم ولم يجدوه في كتاب الله وأثبت أن آية الرجم كانت موجوده ولكنها نـُسخت كتابة وبقي الحكم وهذا بإجماع الصحابة وهو مصداقاً لقوله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخيرٍ منها أو مثلها.
    وآية الرجم هي: (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيزٌ حكيم). ولـذا الخليفة عمر لا يستطيع أن يضيف شيء للقران وإنما يخبر الناس عن هذه الآية وأنها نسخت كتابة ورقي الحكم الرادع ولحكمة إلهية هذا المسح للآية من القران.
    أما بخصوص الآية الموجودة في سورة النساء وحديث الآية عن الجواري وأن عليهنّ نصف ما على النساء الحرّات من العقوبة, فيوجد فرق بين جارية وبين امرأة حرّة. مع أن الملاحظة التي ذكرتها وغيرك أيضاً في تحليلاتهم القوبة حول الرجم تثبت بديهياً نسخ الرجم وبقاء الجلد ولكن يوجد أكثر من حديث صحيح وقاطع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: خذوا عنّي قد جعل الله لهنّ سبيلا, البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام, والثيب بالثيب الجلد والرجم. وبعض الروايات لا يوجد بها الجلد مع الرجم, وهذا الحديث جاء ناسخاً للآية الموجودة في سورة النساء وهي: واللاتي يأتين الفاحشة من نساءكم فاستشهدوا عليهنّ أربعةً منكم فإن شهدوا فأمسكوهنّ في البيوت حتى يتوفاهنّ الموت أو يجعل الله لهنّ سبيلا.
    وقضية اليهود حينما جاءوا للرسول صلى الله عليه وسلم بإثنين قد زنيا أرادوا وحسب ما سمعوا عن سماحة الإسلام أن يحكموا الرسول في ذلك فسألهم ماذا مكتوب عندهم بالتوراة فقالوا الجلد فطلب الكتاب فجاؤا به وقرؤه ولكنهم حينما وصلوا لآية الرجم وضع أحدهم اصبعه وقفز الآية فقال عبد الله بن سلام مره يارسول الله ليرفع اصبعه فرفعه فإذا هي آية الرجم في التوراة فحلّفهم رسول الله فلم يجب إلا شخص واحد وقال لولم تنشدني الله ما أجبتك, نعم آية الرجم موجوده فأمر رسول الله بالأثنين فرجمهما, يقول الصحابي إني أنظر للرجل وهو يغطيها ببدنه يحميها الحجارة.
    عموماً لا تشغل نفسك في مثل هذه الأمور واتركها للقضاة ومن يحكم بشريعة الله ومن هو اعلم منّي ومنك والأهم هو الاستسلام لأوامر الله .
    وأشكرك جزيل الشكر على نقاشك المثمر.
    هذا ما كتبته في عجالة والله أعلم

    ردحذف
  11. محمد البشري باحث في علم الحديث١٣ رجب ١٤٣٠ هـ في ١٠:٣٠ م

    إضافة مهمة جداً جداً:
    بعد ان فكرت كثيراً وحاولت جمع الروايات والتفصيلات الخاصة بالمسألة وجدت الرواية التي ذكرتهاأخي ابو زياد عن عمر ابن الخطاب رواية ضعيفة حيث جاءت من ثمان طرق صحيحة دون ذكر الآية المنسوخة لفظاً وهي: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتـّة نكالاً من الله والله عزيز حكيم.
    فالبخاري أورد خطبة عمر بالناس من دون ذكر الآية وكأنها معلولة عنده لا تصح وهذا من فطنة وعبقرية إمام المحدثين, لأنه أنفرد بها أحد الرواة عن الثمانية الرواة, كلهم نقلوا خطبة عمر من دون ذكر الآية.
    ثم وجدت حديثاً سنده حسن في مسند الإمام أحمد رحمه الله عن الصحابي أبيّ ابن كعب رضي الله عنه قال: كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة، فكان فيها [الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة]. بدون زيادة [ نكالاً من الله...] مما يثبت أنها زيادة شاذة.
    يقول الإمام الكبير ابن حزم في كتابه المحلى (11/235): "هذا إسناد صحيح كالشمس لا مَغمَز فيه" وقال ابن كثير في تفسيره: اسناده حسن, وهو كما قال.
    ثم رجعت لقواميس اللغة العربية حول معنى كلمة (شيخ) لأنه لا يمكن نظرياً إطلاقها على المرأة كبيرة السن إلا بكلمة (عجوز) فوجدت أنه بالإمكان تسمية العجوز بالشيخة عند البعض, فهل يقتصر ذلك الحدّ بالرجم على كبيري السنّ!! , حيث قال الإمام مالك رحمه الله في كتابه الموطـّأ: قوله (الشيخ والشيخة) يعني الثيِّب والثَّيبة". عموماً هذا لا يهمّ.
    فالذي يهمّنا هو ورود حديث صحيح في البخاري عن خالد الشيباني يقول سألت عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنه: هل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم, قلت قبل سورة النور أم بعد؟ قال لا أدري!!؟ .
    إذن سورة الأحزاب وسورة البقرة بناءً على حديث الإمام أحمد السابق حول آية الرجم تـُبرهن أن سورة النور ناسخة لحكم الرجم والاكتفاء بالجلد, لأن سورة النور نزلت في السنة السادسة من الهجرة بمعنى أنها متأخرة عن سورة البقرة بفترةطويلةوعن سورة الأحزاب بسنة, وهذا ما جعل عبد الله ابن أبي أوفى غير متأكد من الرجم قبل السورة أم بعدها.
    ولكن الإشكال يقع حول حديث رواه الإمام البخاري عن عليّ رضي الله عنه أمر برجم امرأة يوم الجمعة وقال هذه سنّة نبيكم لأن الناس استغربوا ذلك وكذلك فيما رواه الإمام مسلم كما ذكرت في مقال سابق بقوله عليه الصلاة والسلام: (خذوا عنّي قد جعل الله لهنّ سبيلا, البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام, والثيّب بالثيّب الجلد والرجم) وكان يتحدث عن الآية التي في سورة النساء.
    فالعلماء والفقهاء قالوا البكر سواءً أكان رجلاً أم امرأة يجلد والتغريب إنما زيادة من الحاكم ويصعب تطبيقها على المرأة الزانية لأنه لابد لها من محرم يتغرب معهاولا ذنب له!؟
    لـذا في الوقت الحاضر يتمّ الجلد للزاني غير المحصن ويسجن سنة بدلاً من التغريب.
    فالذي يتبادر لذهني والله أعلى واعلم ويبقى مجرّد نقاش ورأي مبني على البحث والتدقيق وهو/ أن الرجم لا أستطيع إن أقول بأنه منسوخ حكماً ولكنه منوط بالحاكم على حسب الزمان والمصلحة وإلا الإكتفاء بالجلد مائة ثم السجن لمدة سنتين أو أكثر.
    أسأله سبحانه أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ويجعلنا هداة مهتدين.

    ردحذف
  12. أخي الكريم محمد البشري. أولاً أشكرك جزيل الشكر على إهتمامك بالموضوع وردودك المفيده المثمره لكل مهتم وباحث. لا اخفيك أن النقاش مع امثالكم من الباحثين عن الحقيقة والمطلعين هو امر يسعدني شخصياً. حتى وإن خرجنا عن موضوع الأغاني إلا أن العزاء بالفائدة المرجوه.

    ما أريد ان اقوله بشكل عام بعدما قراءة ردودك. أنني أرى بتفكيري البسط أن لكل أمر شرعة الله سبحانه وتعالى حكمة حتى في العبادات مثل الصلاة والصوم كما ذكرت. فالسؤال بالنسة لي أره أمر مهم للمسلم، ولا ارى انه يفتح باب للشيطان بل يفتح ابواب العلم والمعرفه. فما اجمل ان يبحث الإنسان عن الحكمة من تشريع العبادات والأحكام وكل ما انزله الله تعالى. فهذا الأمر بالنسبة لي غذاء للعقول وزيادة إيمان بهذا الدين العظيم. فطلب العلم طريق إلى الجنه كما اخبر عليه الصلاة والسلام. فحينما يفكر العقل لا شك يبدع فمن عظمة الله سبحانه وتعالى أن لا يخلق إلا عظيم والعقل خلق من خلقه سبحانه. فإن إنتقصنا عقولنا فإنا ننتقص خالقها دون ان نشعر.

    إضافتك الأخير هي ماقد أميل له إذا ما صحت احاديث الرجم. فتكون سورة النور ناسخة لاحاديث الرجم كما وضحت في ردك مشكور.

    كل ما تعمق الإنسان في هذا الدين وارجع الأمور إلى اصولها النبع الصافي (( الإسلام الأول في عده صلى الله عليه وسلم أي قبل ظهور الفرق والمذاهب)) وإعتمد الإنسان على عقله في تفسير وتحليل الأمور فسوف تزيد قناعته بعظمة هذا الدين اللذي يتحدى قوانين العالم الوضعيه أجمع.

    بالبحث والتفكير يكتشف الشخص حكمة تشريع كل شي. وعليه تكون رسالة المسلم للعالم قوية لأنها من مصدر رباني فمشرعها خالق البشر.

    الأمر الأخر ان الله سبحانه وتعالى انزل هذا الدين رحمه للعالمين وبالأخص للمؤمنين. وليس كما يصور لنا بأن الدنيا سجن للمؤمن وجنه للكافر. بال إنزل هذا الدين لتتحقق للمؤمن السعادة في الدارين.

    كما انه لاشك لدي أن كثيييير من الأمور والمعتقدات التي أمنا بها على انها من الدين وهي ليست منه في شي سببها امور سياسية من عصور طويلة حتى حاضرنا الأن. فأدخل بعض العلماء تلك الأمور في الدين وهي ليسة منه في شي ليشتروى بها ثمن قليلاً. وهذا الأمر وللأسف الشديد لازال موجود لدينا حتى الأن، فينافقون الحكام، لتتحقق مصالح بعض من يعتقد الناس فيهم خير.

    وهنا يأسفني ان ان أقول لك بكل صراحة لا يوجد لدي ثقه بمن تراهم قضاه لدينا الأن وان الأمر يرجع إليهم. بل إن القضاء لدينا وضعه (مأساوي كارثي قل ما تشاء من السوء عنه ولا حرج ...) لذلك سأضل أبحث عن الحقيقه واحلل الأمور واقارن واستنتج بنفسي الحقائق وسأضل اسئل واناقش كل شيء مع كل المهتمين ما دمت حي .

    اتذكر هنا مقولة لأحد المفكرين الغربيين لا اذكر اسمه حينما قال ((انا افكر إذاً انا موجود ))

    ولكن على كل حال اشكر لك نصحك بأن (لا اشغل نفسي بهذه الأمور) فلا تقلق لا افكر ولا اتمنى أن اتقلد منصب القاضي (: خصوصاً لدينا
    لأنه كل ما سمعة كلمة القضاء أو القضاه تذكرة حديث (قاضيان في النار)

    تقبل مني فائق الإحترام والتقدير،،
    شاكر لك وقتك وإثراء الموضوع .. فوجود امثالك في مدونة (الحرية السعودية) شرف لي

    ردحذف