ما أرخص الإنسان في دار التغطرس والمزاج
أنا مثل آلاف شكوا أغلال سجان المزاج
إن الكرام هم الكرام وإن ثووا شبك الدجاج
يا داعيا لحقوق إنـسان بصحراء المزاج
ما أرخص الإنسان في ليل من الطغيان داج
كل يدلس خائفا من قطع أرزاق وحاج
والنفس إن عصف الهوى مزجت فراتا بالأجاج
كل اجتهاد ضمائر دون المساطر ذو ارتجاج
كل اجتهاد دون مسـطرة حري باعوجاج
قاض بدون رقابة شعبية والبحر ماج
ياشعب قم واحم القضاة تكن لعدلهم سياج
قاض يدق حقوق إنسان كمسمار بساج
إن كان داؤك من طبيــبك هل ترى لك من علاج
تحيا المساطر إنها للعدل والقانون تاج
عصر التساوي صاح في من ظننا مثل النعاج
ليل الدناصير انطوى بشراك عدل بانبلاج
عصر الحقوق قضى على عصر التسول والمجاج
اعرف حقوقك إن من يعرف من الطغيان ناج
واطرق بكفك بابها فالطرق مفتاح انفراج
عصر الدساتير ابتدا وطوى اجتهادات المزاج
نهر العدالة قد جرى في كل معمور وماج
والنهر يحفر دربه عبر المضائق والفجاج
فالسهل منه في انفراج والصخر منه في ارتجاج
وإلى الأمام النهر يجـري لا وراء و لا اعوجاج
يا داعيا لحقوق إنسان بهذا السجن عاج
مرحى لمحتسب دعا للعدل في وادي اعوجاج
طوبى لمحتسب حباه الله بالإقدام تاج
بجهادكم وبصبركم ليل سيؤذن بانفراج
من لم يجاهد ظالما ما دينه إلا خداج
من دون سلطة أمة ما للشريعة من رواج
نهر الشريعة ما جرى إلا له الشورى امتزاج
ولو استعان بألف مفـت أو فقيه ذي حجاج
رٌكنان ! عدلٌ مع صلاة للعقيدة كالسياج
رجلان إن إحداهما شلت ففي الأخرى اعوجاج
ويح الجزيرة إنها حبلى وللحبلى نتاج
والقهر نبع مظالم هذي لذلك كالزواج
لا عدل دون مشورة هذي لذلك كالرتاج
من لم يطالب بالمشورة ليس يدرى ما العلاج
بر الأمان البرلمان ببحر طغيان أجاج
يا أيها السجان ماليل يدوم بلا انفراج
يدعون للشورى التي هي للعقيدة كالسياج
قد قال دستوري السراج هدي السراج أم المزاج ؟
انجز وعودك واسق عذب العدل من شربوا الأجاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق